×

استخدام الأوزون في طب الألم التداخلي

Share this content:

يُعد الأوزون الطبي (O₃) واحدًا من العلاجات الحديثة التي أثبتت فعاليتها في مجال طب الألم التداخلي، وهو فرع طبي يركز على تشخيص وعلاج الآلام المزمنة والمستعصية باستخدام تقنيات طفيفة التداخل. لقد جذب الأوزون اهتمام الأطباء والباحثين بفضل خصائصه المضادة للالتهاب، والمحفزة لعملية الشفاء، بالإضافة إلى تأثيراته المسكنة للألم.

ما هو الأوزون الطبي؟

الأوزون الطبي هو مزيج من غاز الأوزون مع الأوكسجين بنسبة دقيقة، يتم تحضيره باستخدام أجهزة خاصة. يتميز بخصائص بيولوجية متعددة منها تحفيز مضادات الأكسدة، تحسين التروية الدموية، وتقليل الالتهابات. تختلف تراكيز الأوزون حسب الغرض العلاجي ونوع النسيج المعالج.

آلية عمل الأوزون في تسكين الألم

تعمل جزيئات الأوزون عند حقنها موضعيًا على عدة مستويات:

  • تقليل الالتهاب: من خلال تعديل الاستجابة المناعية وتقليل إفراز السيتوكينات الالتهابية.
  • تحسين الأوكسجة الخلوية: مما يعزز عمليات الاستشفاء في الأنسجة التالفة.
  • تحفيز إفراز مواد طبيعية مسكنة للألم مثل الإندورفينات.
  • تفكيك المواد المسببة للضغط على الأعصاب، كما يحدث في بعض حالات الانزلاق الغضروفي.

استخدامات الأوزون في طب الألم التداخلي

يُستخدم الأوزون بطرق مختلفة، منها الحقن الموضعي أو الحقن داخل الأقراص الفقرية أو المفاصل، لعلاج مجموعة من الحالات منها:

  • الانزلاق الغضروفي القطني والرقبي (ديسك الظهر والرقبة).
  • آلام المفاصل مثل خشونة الركبة أو التهاب المفصل العجزي الحرقفي.
  • آلام الأعصاب المحيطية مثل العصب الوركي (عرق النسا).
  • الآلام العضلية الليفية (الفيبروميالغيا).
  • الصداع النصفي والصداع العنقي المنشأ.

فوائد العلاج بالأوزون

  • علاج غير جراحي يخفف الحاجة للجراحة في بعض الحالات.
  • نسبة أمان عالية عند استخدامه بتركيزات مدروسة وتحت إشراف طبي متخصص.
  • مدة تعافٍ قصيرة مقارنة بالإجراءات الجراحية.
  • قلة الآثار الجانبية مقارنة بالعلاج الدوائي المزمن بمضادات الالتهاب والمسكنات.

محاذير ومخاطر

رغم أمان الأوزون، إلا أن استخدامه يتطلب الحذر:

  • يجب ضبط الجرعات بدقة لأن التركيزات العالية قد تكون سامة.
  • يجب التأكد من تعقيم المواد المستخدمة لتجنب العدوى.
  • لا يُنصح باستخدامه للمرضى الذين يعانون من نقص خميرة G6PD أو بعض أمراض الدم المزمنة.

الخلاصة

يُعد العلاج بالأوزون إضافة واعدة ومبتكرة في طب الألم التداخلي، يقدم حلولًا فعالة وآمنة للعديد من المرضى الذين يعانون من آلام مزمنة ومستعصية. ومع تزايد الدراسات السريرية حول هذا العلاج، يتوقع أن يصبح جزءًا أساسيًا من بروتوكولات علاج الألم الحديثة، شرط أن يتم استخدامه ضمن ضوابط طبية صارمة وتحت إشراف متخصصين مدربين.

د. زيد عبد الأمير – طبيب متخصص في طب الألم التداخلي، حاصل على البورد العراقي، ودكتوراه في طب الدماغ والأعصاب المحيطية والعضلات

إرسال التعليق