×

العلاجات التداخلية لألم عرق النسا: حلول فعالة لتخفيف المعاناة

Share this content:

يُعد ألم عرق النسا (sciatica) واحدًا من أكثر أنواع الألم شيوعًا وإزعاجًا، إذ ينتشر الألم على طول مسار العصب الوركي من أسفل الظهر إلى الورك والفخذ وصولًا إلى الساق. في كثير من الأحيان، يمكن للعلاجات التقليدية كالأدوية والتمارين أن تُخفف من حدة الألم. ولكن في الحالات التي يستمر فيها الألم أو يصبح معيقًا للحياة اليومية، تظهر العلاجات التداخلية كخيار فعّال وموجه لاستعادة جودة الحياة.

ما هو ألم عرق النسا؟

ينتج عرق النسا عادةً بسبب ضغط أو تهيج في العصب الوركي، وغالبًا ما يكون السبب فتقًا في القرص الغضروفي بين الفقرات، أو ضيقًا في القناة الشوكية، أو التهابًا في المفاصل القطنية.

الأعراض قد تتراوح بين الشعور بالخدر أو الوخز إلى ألم حاد قد يمنع المريض من الجلوس أو المشي براحة.

متى نلجأ للعلاجات التداخلية؟

إذا لم يتحسن الألم مع العلاجات التحفظية مثل الأدوية، العلاج الطبيعي، والراحة خلال 6 إلى 8 أسابيع، يصبح من الضروري التفكير في خيارات أكثر تقدمًا مثل العلاجات التداخلية.

أبرز العلاجات التداخلية لألم عرق النسا

1. حقن الستيرويد فوق الجافية (Epidural Steroid Injections)

  • تُستخدم لتقليل الالتهاب حول الأعصاب المضغوطة.
  • يتم الحقن بدقة تحت توجيه الأشعة السينية.
  • توفر تخفيفًا سريعًا للألم قد يدوم لعدة أشهر.

2. ترددات الراديو الحرارية (Radiofrequency Ablation)

  • تستخدم موجات حرارية لإيقاف الإشارات العصبية المسببة للألم.
  • تستهدف عادة المفاصل الوجيهية أو جذور الأعصاب المتضررة.
  • فعالة في الحالات المزمنة وتوفر راحة طويلة الأمد.

3. التحفيز الكهربائي للعصب أو الحبل الشوكي (Spinal Cord Stimulation)

  • يتم زرع جهاز صغير يرسل نبضات كهربائية خفيفة تعيق إشارات الألم قبل وصولها إلى الدماغ.
  • يستخدم للحالات المستعصية التي لم تستجب للعلاجات الأخرى.

4. حقن الأعصاب الانتقائي (Selective Nerve Root Block)

  • حقن مواد مخدرة وكورتيزون مباشرة حول العصب الوركي المتأثر.
  • يساعد في تشخيص مصدر الألم بالإضافة إلى علاجه.

5. العلاج بالتصوير الموجه (Image-Guided Therapies)

  • مثل توجيه إبر دقيقة لفك الضغط عن العصب تحت المراقبة بالتصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية.

مميزات العلاجات التداخلية

  • إجراءات غير جراحية أو طفيفة التوغل.
  • فترة نقاهة قصيرة نسبيًا مقارنة بالجراحة التقليدية.
  • تقليل الاعتماد على المسكنات القوية مثل الأفيونات.
  • تحسين سريع في النشاط والحركة اليومية.

نصيحة مهمة

رغم فاعلية العلاجات التداخلية، إلا أنها غالبًا ما تكون جزءًا من خطة علاج شاملة تشمل:

  • العلاج الطبيعي لإعادة تأهيل العمود الفقري.
  • تصحيح وضعيات الجسم أثناء الجلوس والوقوف.
  • الالتزام ببرامج تقوية عضلات الظهر والبطن.

خلاصة

ألم عرق النسا قد يكون مرهقًا، لكن الطب الحديث يقدّم اليوم خيارات تداخلية مبتكرة تتيح للمريض تخفيف الألم بشكل كبير دون الحاجة إلى جراحة كبرى. إذا كنت تعاني من ألم مستمر أو مزمن، فقد يكون التحدث مع طبيب علاج الألم حول الخيارات التداخلية هو الخطوة الأولى نحو استعادة حياتك الطبيعية والنشطة.

د. زيد عبد الأمير – طبيب متخصص في طب الألم التداخلي، حاصل على البورد العراقي، ودكتوراه في طب الدماغ والأعصاب المحيطية والعضلات

إرسال التعليق