×

العلاج التداخلي للألم المزمن: هل هو بديل للجراحة؟

Share this content:

العلاج التداخلي للألم المزمن: هل هو بديل للجراحة؟

يُعد الألم المزمن من أبرز التحديات الصحية التي تؤثر على جودة حياة ملايين الأشخاص حول العالم. تتراوح أسبابه بين مشكلات العمود الفقري، والتهابات المفاصل، والإصابات العصبية، وأسباب أخرى قد تكون مجهولة أحيانًا. وبينما كان التدخل الجراحي خيارًا شائعًا لعلاج بعض حالات الألم المزمن، ظهر في السنوات الأخيرة ما يُعرف بـ “العلاج التداخلي” كحل وسط بين الأدوية والجراحة، فهل يمكن اعتباره بديلًا فعّالًا للجراحة؟


ما هو العلاج التداخلي للألم؟

العلاج التداخلي للألم هو مجموعة من الإجراءات الطبية غير الجراحية أو طفيفة التوغل (Minimally Invasive)، تهدف إلى تقليل أو إزالة الألم من خلال استهداف مباشر للأعصاب أو المناطق المتضررة. يشمل هذا النوع من العلاج تقنيات متعددة مثل:

  • حقن الستيرويدات فوق الجافية
  • التحفيز الكهربائي للنخاع الشوكي
  • التردد الحراري للأعصاب
  • الحقن الموضعي للمفاصل أو الأعصاب
  • زراعة مضخات الأدوية
  • القسطرة العصبية

مميزات العلاج التداخلي

  1. أقل توغلاً من الجراحة: لا يتطلب فتحًا كبيرًا أو مبيتًا طويلًا في المستشفى.
  2. فترة تعافٍ أقصر: يستطيع المريض غالبًا العودة لحياته الطبيعية بسرعة.
  3. مخاطر أقل: مثل العدوى أو المضاعفات الجراحية.
  4. نتائج فعّالة: في كثير من الحالات يحقق هذا العلاج تخفيفًا واضحًا للألم.

هل يُغني عن الجراحة؟

ليس دائمًا، ولكن في كثير من الحالات نعم. يعتمد ذلك على عوامل عدة:

  • طبيعة المشكلة: إذا كان الألم ناتجًا عن انزلاق غضروفي بسيط أو التهاب مفصل، فقد يكون العلاج التداخلي كافيًا. أما في حالات مثل تمزق أربطة أو ضيق حاد في العمود الفقري، فقد تكون الجراحة ضرورية.
  • استجابة المريض للعلاج: بعض المرضى يستجيبون بشكل ممتاز للتقنيات التداخلية، بينما لا يشعر آخرون بتحسن إلا بعد الجراحة.
  • الحالة الصحية العامة للمريض: في حالات المرضى الذين لا يتحملون الجراحة بسبب أمراض مزمنة أو كبر السن، يكون العلاج التداخلي الخيار الأفضل.

التحديات والقيود

رغم فوائده، يواجه العلاج التداخلي بعض التحديات، مثل:

  • الحاجة للتكرار: بعض الإجراءات تحتاج لإعادة كل عدة أشهر.
  • فعالية مؤقتة في بعض الحالات
  • تكلفته العالية في بعض الدول أو لغياب التغطية التأمينية

خلاصة

العلاج التداخلي للألم المزمن ليس بديلاً مطلقًا للجراحة، لكنه يمثل خيارًا مهمًا وفعّالًا في كثير من الحالات. يمكن أن يكون الخطوة الأولى قبل التفكير في الجراحة، أو خيارًا نهائيًا لدى من لا يستطيعون الخضوع للجراحات. وبفضل التقدم الطبي، تزداد فعالية هذه الأساليب عامًا بعد عام، ما يجعلها أملًا حقيقيًا لمن يعانون من ألم مزمن أرهق حياتهم.

د. زيد عبد الأمير – طبيب متخصص في طب الألم التداخلي، حاصل على البورد العراقي، ودكتوراه في طب الدماغ والأعصاب المحيطية والعضلات

إرسال التعليق